أخبار الاتحاد
29/08/2023
3:07 am
بيت الشعر بالشارقة يستضيف القطراوي ورفعت والحويجة
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، وبحضور لافتٍ من الشعراء والنقاد والمثقفين ومحبي الشعر اكتظت بهم قاعة المنتدى

29/08/2023
3:05 am
دار الشعر بتطوان تحتفي بالقصيدة المغربية في مناطق جديدة
حضور المئات من المصطافين والمترددين على شاطئ السعيدية من مغاربة العالم، وعلى الحدود المغربية – الجزائرية، أقامت دار الشعر بتطوان فعاليات الدورة الخامسة من ملتقى "بحور الشعر"

29/08/2023
3:04 am
آلاء بطاينة تستعرض تجربتها ومنجزها الإبداعي في الترجمة
استضافت "دارة المثقفين ومغناة إربد" نهاية الأسبوع الماضي الأديبة والمترجمة آلاء بطاينة خلال ندوة للحديث عن أعمالها المترجمة من العربية إلى الإنجليزية
مساحة إعلانية
تاج "الورقمي"
تاج "الورقمي"
تاج

ذات صباح باكر من صباحات كانون الأول الباردة عام 2012، وكنت كالعادة نائماً في مثل هذا الوقت من الصباح، رن الموبايل فجأة، تناولته مغمض العينين، كان الرقم غريباً لكنه مميز، هممت بكبس زر الإغلاق لكن لا أعرف لماذا رددت على المكالمة، من بعيد جاءني صوت دافئ  تشعر وهو يحدثك أنه يبتسم بل ويضحك بحنان جارف.
كان صاحب ذلك الصوت الدافئ هو تاج الدين عبدالحق يطلب اللقاء لنتحدث في مشروع صحفي رقمي جديد على مستوى العالم العربي. التقينا، وتحدثنا، ومن يومها وُلدت صداقة جديدة وعميقة بيننا نمت مع السنين، صداقة قُدّر لها أن تشهد ولادة «شبكة إرم الاخبارية» التي كانت فكرة قديمة في ذهن صاحب الصوت الدافئ.
لا أعرف لماذا تذكرت ذاك اللقاء الأول، وأنا أقرأ كتاب تاج الدين عبدالحق الجديد «أعلام وإعلام»، وهو كتاب في منتهى الأهمية يؤرخ لمراحل مهمة من تاريخ الصحافة العربية، ويستذكر رجالاتها وهمومها وشجونها على مر العقود. وهو أيضاً سيرة ذاتية لواحد من أهم الإعلاميين العرب الذين عاشوا وعملوا في الخليج العربي منذ سبعينات القرن المنصرم. 
ربما هناك رغبة دفينة لديّ لتقليد صديقي وأستاذي لكتابة سيرة ذاتية أو تاريخٍ ما للصحافة الرقمية العربية التي عاصرتُها أنا أيضاً منذ بداياتها.. ألا نقلّد أساتذتنا دائماً؟ لا أعرف لماذا مرّت بخاطري ذكرى لقائنا الأول وأنا أقرأ الكتاب.
يبدأ كتاب «أعلام وإعلام» منذ البدايات، حيث كانت طباعة الصحيفة عملية مرهقة وطويلة «تتم باستخدام قوالب الرصاص التي كانت تُستخدم في المطابع في ذلك الوقت، وتتشكل منها بعد صهرها الحروف التي يتم رصفها يدوياً في عملية شاقة حتى عند رواية تفاصيلها وشرح آلية عملها».
يأخذنا تاج الدين عبدالحق في رحلة مشوقة مع أبرز أقطاب الإعلام العربي الذين عمل معهم أو احتك بهم، من محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي الأسبق مروراً بالصحفي «الشقيّ» محمود السعدني، وعثمان العمير وسمير عطا الله وعبدالباري عطوان والأخوَين تريم، وليس انتهاء بأول من تتلمذ على يديه؛ محمد حامد «محفوظ» لنتعرف خلال هذه الرحلة على دهاليز وأسرار الصحافة الورقية العربية في زمن ليس ببعيد.
ولا ينتهي الكتاب مع الصحافة الرقمية التي أزاحت الصحافة الورقية جانباً، واحتلت مكانها في عملية تطور طبيعي فرضها الزمن الرقمي الذي أخذ بتلابيبنا جميعاً. 
«تاج الورَقي»، الذي عاصر الصحافة العربية وغدا واحداً من أبرز أقطابها رغم صعوبة المنطقة التي عمل بها، أو كما يقول عبدالرحمن الراشد، رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط»، ومدير قناة «العربية» في مقدمته للكتاب: «كل من اشتغل في المنطقة يعرف أنه يسهل أن تكون صحفياً لامعاً في بيروت أو القاهرة، حيث تشرَع لكل إعلامي الأبوابُ، ويشارك في أدق الأسرار، أما في الخليج فالأسوار عالية والأبواب مغلقة». لكن «تاج الورَقيّ» عرف كيف يخترق الأسوار العالية، ويفتح الأبواب المغلقة ليكتب اسمه كواحد من ألمع الصحفيين العرب في منطقة الخليج العربي رغم أنف التحديات.
لكن هل انتهى التحدي مع شخص نهم للمعرفة، ويعشق اختراق الأبواب المغلقة وتسلّق الأسوار العالية؟! أبداً.. فمع الثورة الرقمية وانتشار الصحافة الإلكترونية، غاب عدد كبير من الصحفيين الورقيين العرب ربما لعدم استيعابهم لما يجري، أو لعدم قدرتهم على مجاراة الزمن... أما «تاج» فرأى في الثورة الرقمية فرصة جديدة، وسوراً آخر عليه تسلّقه ورفع راياته عليه. 
لم يخش تاج من «رعب الانتقال من الورق إلى الإلكترون» ولا خشيَ التعلم من بيل غيتس وهو ابن سيبويه، كما يشير في إحدى مقالاته في الكتاب، ولم ينتظر كثيرا ليولد «تاج الرقمي» ويطل علينا مع أول المواقع الإخبارية الرقمية العربية وهو موقع «إيلاف»، فبحسّه الفطري التحق بالركب منذ البداية، ولم ينتهِ الأمر مع شبكة «إرم» الإخبارية التي كان الأب الروحي لها،  وما زال يرأس تحريرها حتى اللحظة.
«تاج الورقمي»، نعم، هذا هو أفضل ما يوصف به، كنت أريد استخدام كلمة «المخضرم» لكنها مستهلكة جداً ولا تفي الرجل حقه، فصحفيٌّ وإنسانٌ بقامته يستحق نحتَ مصطلح جديد لم يُستخدم من قبل في اللغة العربية، وهذا هو «تاج الورقمي».. وإذا تمعنا في الكلمة فسنجد أن كلمة «ورق» مكتملة تماماً في ثناياها، وإن تأملناها ثانية سنجد أن «الرقمي» مكتمل تماماً في ثناياها أيضاً، وهذا هو صديقي تاج الدين عبدالحق ذو الرياستين.

كتبت بواسطة : محمد سناجلة    24/04/2024
التعليقات

لا يوجد تعليقات

 
اضف تعليقك
الإسم الكامل
العنوان
المحتوى
 
شات
شات
صقيع
صقيع
ظلال الواحد
ظلال الواحد
مساحة إعلانية