شعر
حسن حجازي حسن ...
***
سكنَ العنكبوت
وباضت اليمامة ،
عبثا ينتظرُ الوحي
دونَ ماءٍ طهور .
///
مزقَ أستارَ الصمت
تناثرت أوراقُ الخريف
دوائر .. دوائر ،
داكنةُ اللون
بلونِ الموت ،
تحلق .. تحلق .. تتهادي
كفراشٍ يائس
أنهكهُ السعي
في بحثهِ اليومي
عن حبةِ لقاح ،
ربما تحيي الزهرَ
(كما يظن)
وتستعيدَ ما مضى
من أمنياتٍ
جف مدادها
وضاع بريقها ،
على صفحاتِ العمر .
///
أطل شيطانُ الشعر
فارشا دربَ الغواية ،
عبثاً صار يفتش
في أوراقه القديمة
عن حبٍ قديم ،
يلتمس في رحابه
السلوى أو النجوى ،
يفتش ، دون جدوى ،
عن لحظة صدق ،
ربما تحيي ما مضى
من أيام الود .
///
نسيمُ الصبحِ
يحملُ مع أنفاسه
دموعَ الملائكة ،
على حاضرٍ قاتمٍ
بلون الموت ،
كقطع الليل ،
(على شتى الجبهات
الأنباء لا تبشر بالخير)!
بوجهٍ طفولي
بلونِ الشفق
مخضبا بلون الحُمرة
وبقايا رفاتٍ
يلفها الصمت
عجز أن يضمها قبر .
///
فهنيئاً .. هنيئاً ديدانَ الأرض ،
فالقربانُ عظيم ،
والشرُ مقيم ،
وقابيلُ ما زال على الدرب ،
فربحُ البيع
! ربحُ البيع !
فقد مضى ,
بلا رجعةذاك الماضي ،
وضاع الركبْ.
///
هل يدخل الفقراء الجنة ؟
ربما ..
هذا إن كانوا سعداء
على وجهِ الأرض ،
إذاً دعنا ننظرُ للسماء،
في رجاء،
نتضرعُ بالدعاء ..
بالبكاء،
علنا نجد السلوى
ونلتمسُ العزاء ،
لِمن .. يفترشونَ الأرضْ
لِمنْ .. يسكنونَ العراءْ
وننتظرُ معهم في لهفةٍ :
رحمةَ السماء.
فلننتظرُ معاً :
رحمةَ السماء .
15/10/2015