أقامت رابطة الكتاب الأردنيين قبل يومين حفل إشهار لكتاب "شرفة آدم" للصحفي والأديب حسين جلعاد، الذي جمع فيه عينات متميزة من إنتاجه الصحفي والأدبي خلال قرابة ربع قرن. ويأتي هذا الإصدار كتتويج لمسيرة للكاتب غنية تشمل الشعر والرواية والإعلام، وهو ما لاقى إشادة واسعة من المثقفين والشعراء والصحفيين الحاضرين.
ألقى الناقد والأديب الدكتور محمد عبيدالله ورقة بعنوان "شرفة آدم.. تأملات في الأدب والوجود"، أكد فيها ما يتمتع به حسين جلعاد من انسجام ثقافي عميق وقدرة على المزج بين الأنماط الأدبية والصحفية. وأشار إلى أهمية قراءة ومناقشة الإنتاج الثقافي وأثر الصحافة الثقافية كمجالس حوارية قبل التحول الرقمي.
وأجمع الحضور من أدباء وصحفيين، على أن الكتاب يمثل تقاطعًا غنيًا بين الفلسفة والعاطفة، ويمثل نموذجًا للصحافة الثقافية التي بنت روابط قوية بين الكُتاب والجمهور. وأكدوا أن هذه الصحافة كانت منصة ضرورية لجس نبض الأدب وتقديمه للقراء.
من جهته، قال جلعاد إن حواراته الصحفية ضمن الكتاب تمثل جزءًا من سيرته الذاتية المهنية، مبينًا أنه استند إلى معرفته الشخصية العميقة بأصدقائه وزملائه، كي يطرح أسئلة تعكس زوايا جديدة في تفكيرهم. وأضاف أن الكتاب يقدم مساحة سمحت لتساؤلاته بالظهور، مقدمة قراءة معاصرة للنصوص الثقافية بحس نقدي وتفاعلي.
ووصّف عبيدالله الكتاب بأنه جسر بين الصحافة والأدب، عرض ستة عشر حواراً مع أدباء بارزين من العالم العربي، مثل قاسم حداد، محمد بنيس، واسيني الأعرج، وإلياس فركوح وغيرهم. وأكد أن تلك الحوارات، رغم مرور سنوات على إجرائها، ما تزال تحتفظ بحيويتها لأنها تنبع من أسئلة معمقة وتحضيرات دقيقة، ما يجعلها مواد قيمة في دراسة أنماط الحوار الصحفي الثقافي.
وأوضح عبيدالله أن الكتاب لا يقتصر على كونه مجموعة مقالات وحوارات، بل هو شبكة من قراءة التجربة الثقافية التي عاشها جلعاد، مع جمال الأسلوب الصحفي وقوة العمق الفكري.